یعدّ الشباب من بین أكثر الفئات حرمانًا في المنطقة العربیة، ورغم كونهم يشكّلون إحدى أكبر الفئات السكانیة إلّا أنّهم يواجهون خطر الاستبعاد من المشاركة الاجتماعیة والاقتصادیة الفاعلة، بخاصة بعد التخرّج، مما یعرضهم لمخاطر عديدة. في هذا السياق، عقدت الإسكوا بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي في مصر ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية مؤتمرًا للسياسات في 2 و3 كانون الأول/ديسمبر، تحت عنوان "من التعلّم إلى التكسّب: كيف يمكن للسياسات أن تدعم انتقال الشباب إلى سوق العمل؟" وذلك ضمن مبادرة "جسور". وقد شارك في المؤتمر ممثلون من واضعي السياسات من كلّ من أذربيجان والبحرين وتونس والمغرب، بالإضافة إلى عدد كبير من ممثلي الوزارات المعنية والجامعات ومجموعات الشباب من مصر.
استعرض المؤتمر تجارب الدول الأربعة في مواجهة بطالة الشباب، إضافة إلى السياسات والآليات العملية التي تسهم في رفع كفاءتهم وتؤهلهم للتوظيف أو ريادة الأعمال. كما تناول النقاش المقارنات بين تجارب هذه الدول والممارسات الجيدة والتي يمكن تطبيقها في مصر بما يتناسب مع السياق المحلي.
وقد خلصت الجلسات الأربعة للمؤتمر إلى مجموعة من الرسائل الرئيسية حول المحاور الأربعة التي تم تناولها وهي: التدريب الوظيفي والمساعدات النقدية وأيهما أكثر ملائمة لإعداد الشباب للتوظيف، وخلق فرص عمل رسمية للشباب، وتمكين الشباب ليصبحوا رواد أعمال ناجحين، بالإضافة إلى الحماية الاجتماعية وضرورتها للشباب الذين لا يستطيعون دخول سوق العمل.
كما أبدى الحضور اهتمامًا كبيرًا بالأدوات المبتكرة للتواصل مع الشباب وتقديم الخدمات التدريبية الافتراضية والحضورية التي تتناسب مع ظروفهم وإمكانياتهم والبيئة المحيطة بهم. وتطرّق النقاش أيضًا إلى أهمية التنسيق والتعاون بين جميع الجهات المعنية في وضع سياسات فعّالة لخفض نسب البطالة بين الشباب، مع التأكيد على ضرورة الشراكة مع القطاع الخاص لتعظيم دوره في معالجة هذه المسألة.
