الموارد

المنطقة العربية هي إحدى المناطق الأكثر ندرةً في المياه في العالم، إذ تعتمد 19 دولة من أصل 22 دولة على أقل من 1,000 م 3 من موارد المياه المتجددة للفرد سنوياً، وهي نسبة متاخمة لعتبة ندرة المياه. ويبلغ نصيب الفرد في 13 دولة أقل من 500 م 3 سنوياً. هذا الواقع يحوّل الهدف 6 من أهداف التنمية المستدامة – المياه النظيفة والصرف الصحي للجميع – أولوية مهمة للمنطقة العربية، ويشكل الدافع لإطاق مشروع تعاون بين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا )الإسكوا( بعنوان «تنفيذ خطة عام 2030 بشأن كفاءة المياه وإنتاجيتها واستدامتها في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ». يركز المشروع المشترك على المقصد 6- 4 من مقاصد أهداف التنمية المستدامة الرامي إلى «زيادة كفاءة استخدام المياه في جميع القطاعات، وكفالة سحب المياه العذبة وإمداداتها على نحوٍ مستدام من أجل معالجة شح المياه، والحد بقدرٍ كبير من عدد الأشخاص الذين يعانون من ندرة المياه ». ويسعى المشروع الذي تموله حكومة السويد إلى تحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة العربية، إذ وُضعت خطط إدارة مستجمعات المياه وحزم تعزز قدرتها على التكيّف مع تغيّر المناخ لحوضَي نهر الكبير ونهر الكلب في لبنان ومستجمعات المياه في الجزائر.

ويعرض هذا التقرير الفني لمحة عن المنهجية المستخدمة في المشروع، يليها ملخص للتوقعات المناخية الرئيسية والمخاطر المناخية ووصف لتقييمات قابلية التأثر بتغيّر المناخ التي أُجريت في حوضي النهر الكبير ونهر الكلب ومستجمعات المياه في الجزائر. ويقدم في أقسامه الأخيرة وصفاً لعملية إدارة مستجمعات المياه والاعتبارات التي يجب مراعاتها عند وضع توصيات التدخل، وتلخيصاً للدروس الرئيسية المُستفادة.